Thursday 29 March 2007

كادر النهاية


الزمان: أزمنة الحنين

المكان: بحر صراع المعقول و اللا معقول

طوحته هذه الريح المليئة بالجفاف و الردى على شاطئ الحروف الجامدة و المالحة ...فرآها من بعيد كضوء يلتوى فوق غمام الروح الجافة و الشارده...رتبت الوانها القزحيه فى عينيه...فتجلت كلمات النصوص عن دوائر خاطره...و ادخلته فى غيب ليرسم منحنى...يدعوه افقاً ازرقاً او بحراً أو دماً او حتى أصدافاً موشوشة ...فيراها خارطة الوطن و تراه ظلاً لا يمر.


بخياله حطم حواجز المكان و الزمان...و طار معه... فطرق بابها...و القى بجسده على سرير طفولته...و شرب قهوتها المعطره بحب الهال...و طاف معها فى شوارعها...و ذهب الى شواطئها...اشتم هواء بحرها...و خلع معطفه و كل الطبقات الصوفية التى ارتداها تحته...فلسعت حرارة شمسها جسده...فابتسمت و هى تضمه الى صدرها بقوة... قائلة: مش ناوى ترجع؟...فأجابها بأبيات من قصيدة "فى الحب البحرى" لنزار:

لماذا تبحثين عن الثبات؟
حين يكون بوسعنا أن نحتفظ بعلاقتنا البحرية

تلك التى تتراوح بين المد..و الجزر

بين التراجع و الاقتحام

بين الحنان الشامل , و الدمار الشامل..

لماذا تبحثين عن الثبات؟

فالسمكة أرقى من الشجرة ...

و السنجاب .. أهم من الغصن..

و السحابة ..أهم من نيويورك..

وينتهى المشهد على خلفية ايقاع المطر مصحوباً بموسيقى لاغنية محمد منير بتبعدينى عن حياتك بالملل و خلتينى اقول خلاص ما فيش امل

النهاية


Wednesday 28 March 2007

نعمة الخيال


فى لمحات سريعة امتلئت السماء بسحاب اسود غاضب و كثيف...و ساد الظلام ارجاء المكان فى عز الظهر...و كأننا انتقلنا الى قلب الليل فى لمحة خاطفة من لمحات الزمان...فقفز الى ذاكرتى ما قرأته من ابحاث عن علاقة ضوء النهار و اصابة الكثير من الناس هنا بالاكتئاب النفسى

فانا اعيش هنا على بعد آلاف الأميال و التى تفصلنى عن شمس مصر...و الأرض التى تطئها قدمى هى ليست بارضى و لا حتى هذه السماء التى اطفئت انوارها بسمائى...و لكن البعض من اصدقاء العمل هنا يتعجب من بسمتى الدائمة و المرسومة على وجهى طوال فصل الشتاء او الصيف.


لا أحد منهم يعرف سر عدم اكتئابى بهذا الطقس المتقلب و المتغير دائماً هنا ...فانا وحدى الذى اعرفه...انه نعمة الخيال...فبخيالى احطم حواجز المكان و الزمان...و اطير معه ثم أعود فى تلاحق سريع... و به اطير الى ارضى التى تربيت عليها و سمائها التى استظلتنى...


فاطرق بابها...و القى بجسدى على سرير طفولتى...و اشرب قهوتها المعطره بحب الهال...و اطوف معها فى شوارعها...و اذهب الى شواطئها...اشم هواء بحرها...و اخلع معطفى و كل الطبقات الصوفية التى ارتديتها تحته...فتلسع حرارة شمسها جلدى...فتبتسم و هى تضمنى الى صدرها بقوة قائلة: مش ناوى ترجع؟...فأجيبها بأبيات من قصيدة "فى الحب البحرى" لنزار:

لماذا تبحثين عن الثبات؟
حين يكون بوسعنا أن نحتفظ بعلاقتنا البحرية
تلك التى تتراوح بين المد..و الجزر
بين التراجع و الاقتحام
بين الحنان الشامل , و الدمار الشامل..
لماذا تبحثين عن الثبات؟
فالسمكة أرقى من الشجرة ...
و السنجاب .. أهم من الغصن..

و السحابة ..أهم من نيويورك..

فأعود ثانية الى ارض الجزيرة البريطانية بسرعة البرق الخاطف منتفضاً على صوت صديق العمل:

-what a terrible day?

فاجيبه ببسمة تملأ و جهى:

-yes indeed.

و اعود الى عملى و انا منتشياً و صوت فيروز يملأ سمعى
كبر البحر بحبك....

Monday 26 March 2007

هى و هو و أزمنة الحنين


الزمان: ازمنة الحصار

المكان: بحر اللا معقول

تعجز كلماتها عن وصفه... ويعجز شعورها عن ذكر مدى غرابته... فهو رغم رومانسيته الشرقيه و ذوبانها فى هدوءه لا تعلم متى يغضب ومتى يثور ومتى يصرخ من اعماقه... و لكن المؤكد لها انه يشبه بحرها الذى كان يعشقه...تعود ان يهرب الى شاطئها...فتفقده عقله ليستريح...فتخرج حروف كلماته...فيشاهدها و يجمعها و يصنع منها عقد لؤلؤى فريد...

انفرطت حبات العقد يوماً... فغنت: شايف البحر شو كبير...كبر البحر باحبك...شايف السما شو بعيد ...بعد السما بحبك..
تضخمت عنده الأنا... فثارت احلامه و طموحاته كموج بحرها...فأنشد: الموجه بتجرى ورا الموجه... مش عايزه تسيبها...
هى فى لحظات يغمرها الشك: هل ستكون لى و دائماً معى؟...
وقف على الشاطئ و لم يجيبها... و نظر باتجاه البحر حيث السماء تلتقي مع الماء في خط الافق...تركزت عيناه فى نقطة التلاشى و شرد فيما وراءها من مجهول!...
انسلت من وراءه و دموعها تسقط فى بحرها...و وشوشت صدفه من صدفات شاطئها...اعطته اياها... و ودعته...

********************************

الزمان: أزمنة اللاحصار

المكان: بحر المعقول

انتبه الى رحيل شئ عن دمه و حلول شئ آخر... تجاهل خط الافق و نقطة التلاشى...فما وراءها اصبح فى عالم المعلوم له...نظر الى موجة تراود شاطئه...فلم تعد تلك الموجه التى تجرى ورا الموجه مش عايزه تسيبها...فلقد دخلت فى وعى لترسم منحنى موجى...محكومة فى عقله بمعادلتها الرياضية...منظمة و متتالية بقيمها العظمى و قيمها الصغرى...اصبحت الصدفات الموشوشة زوايا مكونة من خطوط تماسية لشكل لولبى...يزيد و يقل حجمها بمعدل تغير متواليات هندسية...

***********************************

الزمان: أزمنة الحنين

المكان: بحر صراع المعقول و اللا معقول

طوحته هذه الريح المليئة بالجفاف و الردى على شاطئ الحروف الجامدة و المالحة ...فرآها من بعيد كضوء يلتوى فوق غمام الروح الجافة و الشارده...رتبت الوانها القزحيه فى عينيه...فتجلت كلمات النصوص عن دوائر خاطره...و ادخلته فى غيب ليرسم منحنى...يدعوه افقاً ازرقاً او بحراً أو دماً او حتى أصدافاً موشوشة ...فيراها خارطة الوطن و تراه ظلاً لا يمر.

اليها... اهديها ...اغنية عماد عبد الحليم /الأم