الزمان: أزمنة الحنين
المكان: بحر صراع المعقول و اللا معقول
طوحته هذه الريح المليئة بالجفاف و الردى على شاطئ الحروف الجامدة و المالحة ...فرآها من بعيد كضوء يلتوى فوق غمام الروح الجافة و الشارده...رتبت الوانها القزحيه فى عينيه...فتجلت كلمات النصوص عن دوائر خاطره...و ادخلته فى غيب ليرسم منحنى...يدعوه افقاً ازرقاً او بحراً أو دماً او حتى أصدافاً موشوشة ...فيراها خارطة الوطن و تراه ظلاً لا يمر.
بخياله حطم حواجز المكان و الزمان...و طار معه... فطرق بابها...و القى بجسده على سرير طفولته...و شرب قهوتها المعطره بحب الهال...و طاف معها فى شوارعها...و ذهب الى شواطئها...اشتم هواء بحرها...و خلع معطفه و كل الطبقات الصوفية التى ارتداها تحته...فلسعت حرارة شمسها جسده...فابتسمت و هى تضمه الى صدرها بقوة... قائلة: مش ناوى ترجع؟...فأجابها بأبيات من قصيدة "فى الحب البحرى" لنزار:
لماذا تبحثين عن الثبات؟
حين يكون بوسعنا أن نحتفظ بعلاقتنا البحرية
تلك التى تتراوح بين المد..و الجزر
بين التراجع و الاقتحام
بين الحنان الشامل , و الدمار الشامل..
لماذا تبحثين عن الثبات؟
فالسمكة أرقى من الشجرة ...
و السنجاب .. أهم من الغصن..
و السحابة ..أهم من نيويورك..
وينتهى المشهد على خلفية ايقاع المطر مصحوباً بموسيقى لاغنية محمد منير بتبعدينى عن حياتك بالملل و خلتينى اقول خلاص ما فيش امل